ألا تبت يداك يا سيادة الرئيس
روند جاف
حلم الفتى فابحر في عالم الخيال ، وراى نفسه عاشقا واخذ يكتب ويلقي الاشعار ويتغنى بحلمه وحروف كلماته تتراقص يغمرها الفرح انه الفتى الفقير الساكن في الحي الشعبي ووالده الكهل المرهق من تعب الزمان والحروب وثورات الاحزاب حيث كان مقاتلا في صفوف البيشمرگه وامه المريضة واخوه المتخرج حديثا و المنخرط في جيش العاطلين حاله حال بقية الشباب الذين لايملكون التوصية للوصول الى الامنية. تأمل قليلا.. من هي التي أحلم بها؟ كيف يكون شكلها؟ ابنة من تكون ؟ هل هي من بنات الذوات ؟ ام هي من صنف ليلى بنت الفقراء ؟ لا انها ابنة الرئيس ,أي رئيس هل هو رئيس الشرطة.. لا لا ، هل هو رئيس الحكومة.. لا لا ، لاتقل ذلك هل هو.. رئيس الاقليم بل هو رئيس قبيلة الله المختار. دعك من هذا الهراء وكفاك مزحا .. لا اني لاامزح ، فأنا ابن هذا البلد والرئيس من هذا البلد حيث أراه في التلفاز واقرأ عنه في الصحف وهوالقائد الهمام المطالب بالديمقراطية والمناضل من اجل الحرية والساكن في افقر احياء اربيل ويشارك الشعب رغيفهم .. فكيف سيرد طلبي لا لا.. لا أظن. تجرأ الفتى وطلب يد المصون.. من سيرافقك لخطبتها ..هل ستكون وحدك .. لا سيكون معي ابي المحارب القديم حيث كان مع شقيق الرئيس في صفوف الثوار انذاك تفضل يا بني ..نعم سيادة الرئيس اناأطمع بكرم سيادتكم ، وان تقبلني كابن لك ، لاني طالب القرب منك. فأخذ الرئيس يهمهم..ثم قال ابن من تكون .. اناابن الشعب .. ابن هذا المسكين اللذي أفنى عمره من اجل القضية .. انا ابن الخط الاحمر كما تفضلت ماذا تعمل .. انا طالب علم واكتب بقلم الحرية على صفحات انقى من الزلال ..صفحات لاتعرف الكذب ولاتطبل للمفسدين المستغلين اين تسكن .. في عاصمة الاقليم الذي اغتصبها الطاغية بمساعدة الاقزام من الحاّشية هل تعرف البنت.. لا ومن يجرؤ على ذلك فهي اقدس من العذراء مريم هل تعلم من كان جدها .. نعم سيادة الرئيس انه كما تدعون الاب الروحي.. وأيتامه يمشون في الارض مفسدين ولصوت الحرية كاتمين هل تعلم من هو ابيها.. نعم انه كالسن على الرمح.. بطل ام الگمارك.. مطلق يد العنان لمن انفل شعبي المسكين .. واحق لهم كل الامتيازات وساوى بين الخونة والشهداء..زعيم اقتتال الاخوة.. انه فارس الفساد والمفسدين.. انه القابض لأرواح المساكين.. انه ابو رغال جحافل الفرس والتتار.. وخادم الطاغية الامين ..انه من نادى بالحرية زورا وبهتانا ..انه من يطالب غيره بالديمقراطية وهو المنظر للدكتاتورية هل تعلم من هو اخوها.. نعم هو من يمسك بزمام امورالعسكر واقبية الموت..هو من يرعى التجسس واغتيال العزل( روى لي عنه سوران مامه حه مه) ..هو الجاهل بالامن القومي .. والضليع بامن العشيرة . هل تعلم من هو ابن عمها.. نعم هو الفارس الملهم الذي لاتمر اية سلعة بدون امره.. نعم هومالك النفط في كردستان وبأمره ي ستخرج.. نعم هو صاحب العقود النفطية.. نعم انه عملاق الشركات والمؤسسات.. وغول التجارة والصناعة هل تعلم من هو ومن هو ومن هو......... نعم والله أعلم ..أعلم والكل يعلم هل تعلم من أية عائلة هي .. نعم اعلم هي من عائلة من امتلكوا الارض والسماء وما تحت الارض وفوق السماء هم من امتلكوا الشجر والحيوان والصخر والمرجان واحتلوا حتى بيوت الجان ، هم من امتلكوا الانسان واعادوا عصر العبيد الى القصوروالمدن والاطيان. وهنا يتلفت الرئيس ووسط ذهول الجميع اننا قبلنا بان تكون زوجا لكريمتنا المصون، لانك كابني وبقية ابناء الشعب هم ايضا ابنائي فأنا منكم واليكم ..فاسرع يابني بيوم الزفاف ليفرح الشعب المسكين ..واعلنوا على الملأ بان ابنة الرئيس ستتزوج من عامة الشعب ..ستتزوج شابا يصوغ من الذهب كلمات ومن الماس احرف ليسلمها الى طيور الحرية لتوزعها على الفقراء والمساكين وتساعدهم في قوتهم اليومي ، فهي هدية سردشت ..اما هدية الرئيس فهي اغلى من ان يعلن عنها الان، هل رايتم يا شعوب العالم ان رئيسي لايفرق بين ابناء الشعب وابنائه ..على الدنيا ان تحلم بأن يكون لها رئيس مثل رئيسي. وبكل عنفوان قرر الرئيس.. اسمع يا بني لقد حدد العرس في يوم الرابع من ايار . خرج سردشت من حضرة الرئيس والفرح يملأ محياه ..ما اروعها من لحظة .. وغدت الافكار تذهب وتأتي في مخيلته وفي الصباح تلبدت السماء بالغيوم السوداء كأنها تعلن الحداد لواقعة ستحدث وتلفت سردشت وقال ماهذا يا إلاهي يا لحظي العاثر انه يوم عرسي .. ولكن لا ..انها سحابة عابرة وستنقشع بعدها تلك الغيوم الموشحة بالسواد ومضى الى كليته .. وبعد حين توقفت سيارة ليموزين فارهة وترجل منها عدة اشخاص رافقوا سردشت وسألهم الى اين قالوا.. اليس اليوم عرسك.. قال.. بلى.. نحن اتينا لنهيؤك الى هذا العرس ..حيث وفرنا لك كل مستمسكات هذه المناسبة فانت ستصبح صهرا للرئيس .انه الرئيس وليس كل من كان فعلا أخذوه لكن الى اين .. اخذوه..اخذوه الى افخم الصالات ليرى بأم عينه مكان الاحتفال بعرسه .. وحجزوا له بأفخم المنتجعات ليقضي شهر عسله ..وألبسوه بدلة العرس البيضاء. وذهب سردشت الى شهر العسل ولكن ليس الى باريس كما تمنى.. فمأواك جنان الخلد ومأؤاهم مزبلة التاريخ ونقلت بيتك من الحي الفقير لكن ليس الى المصيف بل الى مرقد العزة والشرف مرقد الشهادة وستحرسك الحواري .. وستنهش روؤسهم العفنة الكلاب المتوحشة من فصيلتهم نعم يااخي لقد كافؤوا والدك المسكين وعينوه وزيرا للبيشمرگة بعد ان خلعوا قلبه وقلعوا عينه.. وعالجوا امك المريضة في المستشفيات التي يتعالجون هم فيها وأهدوها اعز ما تملك فلذة كبدها غارقا في دمه مكتوم الانفاس وهي تقول نم قرير العين يا حبيبي نم على صدر امك حينها زمجر الرعد و امطرت السماء دما واصطبغ البياض بالاحمر والطيور تشدوا حزنا والورد يبكي دما والملائكة تردد اه يا سردشت لقد فعلها الاوغاد كعادتهم قتلوك وسيقتلون كل كلمة حرة .. قتلوك ولست الاخير في قوائمهم .. قتلوك وسيقتلون كل حر شريف .. قتلوك ولايعرفون سوى القتل مهنة .. قتلوك وقتلوا الحب والشباب وقتلوا البسمة في عيون الاطفال هذه كانت هدية سيادته .. ألا تبت يداك يا سيادة الرئيس والله ما انتم الا جبناء تبت اياديكم .. لقد جبنتم امام 23 ربيعا لقد جبنتم امام الكلمة الحرة .
|
Wednesday, May 19, 2010
ألا تبت يداك يا سيادة الرئيس
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment